الظن خلق...

الظن خلق...
قد يكون من شيم الكرام أو شيم اللئام
قد يثاب عليه العبد إن كان حسن أو يجازى به إن كان سيء

وينقسم الظن الى

الظن بالناس:

وهو الظن فيمن حولك سواء فيما قالوا أو فعلوا
فعليك أن تحسن الظن فيهم ولا تسيء
فلما تسيء الظن بهم؟!
أتعلم مكنوناتهم لتقرَّ أن بتلك الكلمة أو ذلك الموقف أرادوا السوء!
الله وحده يعلم السرائر والنوايا
أتجعل نفسك قسم من صفة الله التي تفرد بها، لتحكم على أفعال العباد؟
حاشى لله!
يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم
(إياكم والظن، فإن الظن أكذب الحديث" (البخاري5143"
ويقول الفاروق رضي الله عنه
"لا تظن بكلمة خرجت من أخيك المسلم شراً وأنت تجد لها في الخير محملاً"

ولتعلم أن من يظن السوء في من حوله، لا يعيش إلا في نكد وضنك، فهو لا يشرح صدره للناس، فلا ينشرح صدره لنفسه!
ولا يجد الثقة فيمن حوله، فلا يعيش حياة سوية بسيطة ولا يحظى بحب الآخرين
ولا يغمض عينه وهو هانىء البال ليس في قلبه شيء نحو احد، وإن كان ذلك سبباً من أسباب دخول الجنة !!
كما في الحديث
كنا جلوسا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : فقال : ليطلعن عليكم رجل من هذا الباب من أهل الجنة ، فجاء سعد بن مالك فدخل منه . قال البيهقي : فذكر الحديث قال : فقال عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما : ما أنا بالذي أنتهي حتى أبايت هذا الرجل ، فأنظر عمله قال : فذكر الحديث في دخوله عليه قال : فناولني عباءة ، فاضطجعت عليها قريبا منه ، وجعلت أرمقه بعيني ليلة كلما تعار سبح ، وكبر ، وهلل ، وحمد الله حتى إذا كان في وجه السحر قام فتوضأ ، ثم دخل المسجد فصلى ثنتي عشرة ركعة باثنتي عشرة سورة من المفصل ليس من طواله ، ولا من قصاره ، يدعو في كل ركعتين بعد التشهد بثلاث دعوات يقول : اللهم آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة ، وقنا عذاب النار . اللهم اكفنا ما أهمنا من أمر آخرتنا ودنيانا . اللهم إنا نسألك من الخير كله ، وأعوذ بك من الشر كله حتى إذا فرغ قال ، فذكر الحديث في استقلاله عمله ، وعوده إليه ثلاثا إلى أن قال : فقال : آخذ مضجعي ، وليس في قلبي غمر على أحد
(المنذري 4/33 صحيح أو حسن)

الظن بالله

وهو أن تحسن الظن في الله تعالى في نوعين





في افعالك:

بأن تعمل العمل وتحسن الظن في الله أنه يتقبل منك احسنه
قال تعالى في الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم قال" إن الله تعالى يقول انا عند ظن عبدي بي، إن خيرا فخير،وإن شرا وشر"
(صححه الألباني4/224)

وذلك ايضا في التوبة من الذنوب
قال تعالى

{قُلْ يَاعِباَدِيَ الّذِينَ أسْرَفُوا عَلَى أنْفُسِهِم لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَة ِالله إنَّ الله يَغْفِرُ الْذُنُوبَ جَمِيعَاً}




(الزمر53)

وأن تدعوا الله تعالى فتظن به خير بأنه مجيب الدعوات ولو بعد حين

[وَقاَلَ رَبُّكُمْ ادْعُونِي أسْتَجِبْ لَكُم]




في أفعال الله
أن تحسن الظن في عمل الله لك وما اختاره لك في الدنيا والآخرة
سواء كان خيراً أو شراً (فيما يبدو لك)





فلا تبتأس
فإن الله ربك هو نعم المولى ونعم الوكيل وإن لم تظهر لك الحكمة مما قدره لك فهو الخير ولابد
وهو الإيمان بالقدر خيره وشره
، قال : حدثني عمر بن الخطاب قال بينما نحن عند رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم ، إذ طلع علينا رجل شديد بياض الثياب . شديد سواد الشعر . لا يرى عليه أثر السفر . ولا يعرفه منا أحد . حتى جلس إلى النبي صلى الله عليه وسلم . فاسند ركبتيه إلى ركبتيه . ووضع كفيه على فخذيه . وقال : يا محمد ! أخبرني عن الإسلام . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " الإسلام أن تشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله صلى الله عليه وسلم . وتقيم الصلاة . وتؤتي الزكاة . وتصوم رمضان . وتحج البيت ، إن استطعت إليه سبيلا " قال : صدقت . قال فعجبنا له . يسأله ويصدقه . قال : فأخبرني عن الإيمان . قال : " أن تؤمن بالله ، وملائكته ، وكتبه ، ورسله ، واليوم الآخر . وتؤمن بالقدر خيره وشره " قال : صدقت . قال : فأخبرني عن الإحسان . قال : " أن تعبد الله كأنك تراه . فإن لم تكن تراه ، فإنه يراك " . قال : فأخبرني عن الساعة . قال : " ما المسؤول عنها بأعلم من السائل " قال : فأخبرني عن أمارتها . قال : " أن تلد الأمة ربتها . وأن ترى الحفاة العراة العالة رعاء الشاء ، يتطاولون في البنيان " . قال ثم انطلق . فلبثت مليا . ثم قال لي : " يا عمر ! أتدري من السائل ؟ " قلت : الله ورسوله أعلم . قال : " فإنه جبريل أتاكم يعلمكم دينكم "
(مسلم
فاشرح صدرك بحسن الظن بالله وبالناس تسعد في الدنيا والآخرة
مع أطيب تمنياتي